يُعد المعيار الجديد لتقنية NFC زيادة في مدى القراءة أربع مرات

أطلقت منتدى NFC، الهيئة العالمية المعيارية لتقنية الاتصال القريب المدى، رسميًا مواصفاتها الجديدة للإعتماد (CR15). يستند هذا المعيار إلى المواصفة الفنية NFC 1.5 التي تم إصدارها سابقًا في وقت سابق من هذا العام، وينص على برنامج اختبار يمتد به المدى الأقصى للقراءة في الاتصالات اللاسلكية إلى 20 مليمترًا. ويمثل هذا تحسنًا بأربع مرات مقارنة بالتكنولوجيات السابقة، مما يوفر تجربة تفاعلية أكثر راحة للمستخدمين.

يتمحور التميز الأساسي في معيار CR15 حول تمديد كبير في مدى الاتصال الفعّال للأجهزة العاملة بتقنية NFC. ففي السابق، كان يتوجب على المستخدمين محاذاة أجهزتهم بدقة لإقامة اتصال. أما وفق المعيار الجديد، فإن مدى القراءة البالغ 20 مليمترًا يلغي الحاجة إلى المحاذاة المتعمدة أثناء تفاعل الأجهزة، ما يقلل بشكل كبير من عتبة التشغيل.

ستؤدي هذه القفزة النوعية إلى دور محوري في سيناريوهات التطبيقات الناشئة، مثل المفاتيح الرقمية المتنقلة للسيارات، والساعات الذكية، وحالات الاستخدام عالية التكرار مثل تذاكر النقل، مما يوفر تجربة مستخدم أكثر سلاسة.

في قطاع الإلكترونيات الاستهلاكية، يُلغي مدى القراءة البالغ 20 مليمترًا المحدد في المعيار CR15 الحاجة إلى القرب الشديد، مما يحسّن تجربة المستخدم في التطبيقات الإلكترونية الاستهلاكية والسيناريوهات الشخصية. بالنسبة للأجهزة القابلة للارتداء الذكية والدفع عبر الهاتف، يمكن للساعات الذكية والهواتف التي تحتوي على أغطية واقية إتمام المعاملات دون الحاجة إلى المحاذاة الدقيقة مع جهاز القارئ، ما يحسن بشكل كبير من معدلات نجاح التفاعل. وفي أنظمة المفاتيح الرقمية والتحكم في الوصول، يمكن للهواتف أو الساعات فتح الأبواب من مسافة تبعد سنتيمترين، مما يلغي صعوبات المحاذاة عند حمل الأشياء ويقلل من تلف مفاتيح المركبات. وفي الوقت نفسه، يدعم إتمام عمليات متعددة بلمسة واحدة—مثل النقر على بطاقة النقل أثناء استرجاع رمز الصحة—مما يتيح دمج الخدمات بسلاسة.

في مجال التصنيع الذكي، يُعد المعيار CR15 مع قاعدة جهاز عالمية بطول 20 مليمتر الأساس للتطبيقات الصناعية ذات المدى الممتد، مما يعزز انتشار تقنية NFC داخل الأنظمة الصناعية. ولتحقيق التحكم الدقيق في خط الإنتاج، يمكن للقارئات طويلة المدى المستخدمة في خطوط الإنتاج الآلية، مثل لحام السيارات، تحديد وسوم القطع بدقة على مسافات تتجاوز 20 مليمترًا. وفي سيناريوهات تجميع المكونات الإلكترونية، تتحقق الحساسات القريبة من توافق المواد لمنع الأخطاء، بينما تستخدم التصنيعات الراقية أرقام تعريف فريدة للوسوم لتحقيق إمكانية التتبع الشاملة طوال عملية الإنتاج.

في مجال اللوجستيات الذكية والتخزين، يبرز تقنية NFC كحل مثالي من خلال الجمع بين مزايا مقاومة التداخل وقدرات المدى الممتد. بالنسبة للتعريف السريع على مستوى البالتات، يمكن للقارئات الثابتة اكتشاف البطاقات عبر بالات كاملة ضمن مدى 20 ملليمترًا، مما يتيح جمع البيانات تلقائيًا أثناء عمليات الدخول والخروج في المستودعات. وهذا يفوق بكثير كفاءة الباركود التقليدي. في صناعات المشروبات والكيماويات، تُظهر تقنية NFC استقرارًا متفوقًا في التعريف على العلب المعدنية والزجاجات الزجاجية مقارنة بتقنية RFID. وفي إدارة المخزون الديناميكية، تراقب القارئات المدمجة في أنظمة الرفوف الذكية علامات البضائع في الوقت الفعلي. يتم تحديث مستويات المخزون تلقائيًا عندما تتحرك العناصر خارج مدى 20 ملليمترًا، مما يلغي الحاجة إلى الجرد اليدوي. أثناء عمليات فرز الطرود، تسجل العلامات معلومات معالجة العقد الانتقالية. وتتيح الأجهزة اليدوية التصور والتحكم الكاملين بحركة البضائع طوال سلسلة التوريد.

في قطاع الرعاية الصحية، تتماشى تقنية NFC مع المتطلبات الصارمة المتعلقة بالأمان والدقة في البيئات الطبية. وفي إدارة الأدوية، تحتفظ ملصقات عبوات الأدوية بأرقام الدفعات وتاريخ انتهاء الصلاحية. ويتحقق الممرضون من تفاصيل الدواء باستخدام أجهزة محمولة ضمن مدى لا يتجاوز 20 مليمترًا لمنع أخطاء الصرف، في حين تُفعّل الأدوية المنتهية الصلاحية تنبيهات تلقائية تعتمد على القرب. وتسجل علامات NFC على المواد الاستهلاكية المعقمة مثل الأدوات الجراحية ومجموعات التسريب دورة التعقيم وحالة الاستخدام، مما يتيح التحقق السريع من الامتثال بعد التعقيم للحد من مخاطر العدوى المتقاطعة. وأثناء تحديد هوية المريض، تمكن تقنية NFC من مطابقة سريعة بين بطاقة الاستشارة وأجهزة التشخيص، وتقلل من الحاجة إلى التحقق اليدوي، في حين يحمي متطلب القرب البالغ 20 مليمترًا خصوصية المريض.